الإجابة من داخل إسرائيل: هل يجرؤ الاحتلال .. على الاجتياح البري لغزة؟
ما الذي يخشاه قادة الاحتلال وبماذا وعدتهم أمريكا وشروطها لدخول الحرب ؟
قناعة المجرمين: نتنياهو سياسي ذو روح مظلمة وتفكير ملتوي .. ومهاراته الرهيبة في إدارة الأزمات سيئة السمعة
لماذا تأخر غزو الاحتلال الإسائيلي البري لغزة، وهل ستغزوها أصلاً أم أنها تهديدات لن تصل إلى منتهاها؟ .. هذا السؤال مطروح في إسرائيل نفسها، وفي مقال تحليلي من صحيفة جيروزاليم بوست كتبه يونا جيريمي بوب بعنوان “لماذا تأخر الغزو البري لغزة منذ يوم الجمعة؟”، هناك الكثير من الإجابات على هذا السؤال، وسط تأكيدات من داخل الكيان المغتصب المجرم، أن غزو الجيش الإسرائيلي المضاد لغزة يبدأ إما الجمعة أو السبت.
الجيش الإسرائيلي أعطى مواعيد للفلسطينيين لإخلاء شمال غزة، على أن تنتهي هذه المواعيد النهائية بحلول منتصف نهار الغد، الجمعة.
ويضيف الكاتب أن طبول الحرب بدأت تٌقرع في وقت مبكر، ومهّدت القوات الجوية الطريق بأيام من القصف المدمر. ومع ذلك، فقد وصلنا الآن إلى اليوم، وجميع العلامات تشير إلى أن الغزو أصبح بعيداً، وليس وشيكا بعد.
فما الذي تغير؟ يقول يونا: يبدو أن هناك عوامل عدة تسببت في التأخير. أحدها مانقلته مصادر لصحيفة جيروزاليم بوست، أن أحد العوامل هو القلق المتزايد من أن حزب الله ينتظر اللحظة التي تكون فيها معظم القوات البرية التابعة للجيش الإسرائيلي جاهزة للزحف البري على غزة ليفتح جبهة كاملة مع الجيش الإسرائيلي فى الشمال.
فحقيقة أن حزب الله لم يشارك منذ بداية الحرب صباح السبت وأبقى هجماته على إسرائيل عند عتبة منخفضة إلى حد ما لا تثبت أنه تم ردعه، بحسب الكاتب، بل هي جزء من خدعة حرب متقنة لإغراء إسرائيل واعطاء الجيش الإسرائيلي شعورا زائفا بالأمن، على غرار ما حققته حماس في الجنوب.
وهذا، ومن وجهة نظر الصحيفة لن يمنع الجيش الإسرائيلي من غزو غزة، لكنه ربما يكون قد تسبب في تأخير الغزو للتحقق بشكل أفضل من الإشارات المتعلقة بنوايا حزب الله، فضلاً عن تعزيز القوات الشمالية تحسبا للأسوأ.
أما العامل الآخر، فيشير الكاتب إلى أن هناك أيضا اعترافا عميقا داخل جيش الدفاع الإسرائيلي وعلى المستوى السياسي، بأن جيش الدفاع الإسرائيلي لم يخض حربا كهذه منذ عقود، وأن الاندفاع إلى التدخل دون استعداد، لمجرد إشباع التعطش للانتقام بشكل أسرع، يمكن أن يكون خطأ كبيرا.
وخير مثال على وجهة النظر هذه، الغزو البري في حرب لبنان الثانية عام 2006، والتي كانت عبارة عن فوضى كاملة، على الرغم من أن القوة الجوية كانت هي الجزء الناجح.
ويرى الكاتب أن تحقيق “مفاجأة” استراتيجية سيكون مستحيلاً نظراً لأن حماس هي التي بدأت هذه الحرب، وبما أن الجيش الإسرائيلي يرغب أيضاً في تحقيق مفاجأة تكتيكية ضد حماس، فإن الأمر يتطلب التخطيط.
ويضيف أن هناك عدة عوامل أخرى للتأخير، والتي يمكن أن تشمل الضغط الأمريكي لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين، والمخاوف الداخلية بشأن الرهائن الإسرائيليين في غزة، وإعطاء المزيد من الوقت للفلسطينيين للإخلاء.
ويوضح الكاتب أنه على الرغم من الدعم العالمي الكبير الذي حصلت عليه إسرائيل، فإن اللحظة التي تتضخم فيها أرقام الضحايا في غزة، والتي من المرجح أن تحدث عندما يبدأ الغزو، فستكون هناك ضغوط قوية من الولايات المتحدة والعالم لوقفه.
كما أكدت الصحيفة نقلا عن مصادر عديدة، أنه لم يُقرر بعد ما الذي سيحدث لغزة بعد أن “يُطيح الجيش الإسرائيلي بحكم حماس”. ويختم الكاتب مقاله بالقول إنه فقط بعد الحرب سنعرف ما إذا كان هذا الوقت الإضافي قد تم إنفاقه بحكمة في صياغة خطة غزو وما بعد الغزو، لتكون أكثر ذكاءاً وفعالية، أم أنه كان إهدارا للوقت.
أما صحيفة «هآرتس»، فقد نشرت مقالا تحليليا كتبه يوسي فيرتر تحت عنوان: “بينما تعاني إسرائيل من هجمات حماس، يلقي نتنياهو باللوم على الجميع، باستثناء نفسه”.
يقول الكاتب إنه حتى ليلة الاثنين، نهاية اليوم العاشر من الحرب، حرص رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على عدم التلفظ بكلمة واحدة تشير إلى مسؤوليته عن الفشل والكارثة الحاصلة.
ويضيف، أعلن يوم الإثنين، كل من رئيس الشاباك، رونين بار، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، اللفتنانت جنرال هرتزل هاليفي، المسؤولية عما حدث، بينما لايزال نتنياهو يواصل التهرب والتنصل، مقتنعا بأن ازدواجيته ستوفر له مظلة ضد غضب الشعب.
قال نتنياهو في كلمته التي ألقاها في افتتاح جلسة الكنيست الشتوية يوم الاثنين “هناك الكثير من الأسئلة، وقد بدأنا التحقيق بالفعل”. لكن الكاتب يرى أن المتهم الرئيسي، هو رئيس الوزراء، الذي يُطلق عليه لقب رأس هرم عدم الكفاءة، ولا يمكنه التحقيق في أي شيء.
ويضع الكاتب سؤالا محوريا حول: ما الهدف والمعني الحقيقي وراء الإحاطات التي قادها مدير مكتب نتنياهو؟ ضد وزير الدفاع يوآف غالانت، مؤخرا؟ ويرى، من وجهة نظره أن هذا التساؤل له إجابتان واضحتان، الأولى، أن نتنياهو مخلوق سياسي ذو روح مظلمة وتفكير ملتوي، ومهاراته الرهيبة في إدارة الأزمات سيئة السمعة. والثاني: أنه يجهّز ليُلقي باللوم على القيادة العسكرية، التي لم تطلعه ولم تحذره مما حدث، لذلك هو خطأ الأجهزة العسكرية وقادتها.
ويختم بالقول إنه بعد أن تنتهي الحرب، التي ترسم الإدارة الأميركية خطاً أحمرا لإسرائيل فيها “لا أزمة إنسانية في قطاع غزة”، فإن الأشخاص الذين تركونا في 7 أكتوبر، – الحكومة ورئيسها – سوف يتمسكون بمقاعدهم بأي ثمن.
وفي صحيفة آي 24 نيوز، بوفي تقرير بعنوان “وزير الدفاع الأمريكي طلب من إسرائيل عدم توجيه ضربة استباقية لحزب الله”، فبحسب ما ورد في تقرير الصحيفة، فقد عرض وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، تقديم دعم جوي للجيش الإسرائيلي إذا قام حزب الله اللبناني، الذي تصنفه الإدارة الأمريكية “كمنظمة إرهابية”، بتنفيذ هجوم عليه.
وذكر الموقع الإخباري الإسرائيلي أن أوستن عرض، مقابل تراجع إسرائيل عن تنفيذ ضربة استباقية على الحزب، أن تزود الولايات المتحدة إسرائيل بطيارين أمريكيين ودعم جوي، ولكن فقط إذا بادر حزب الله بالهجوم على إسرائيل أولا.
هذا بالإضافة إلى قوة الردع الحالية لمجموعتين هجوميتين من حاملات الطائرات الأمريكية، تتمركزان في البحر الأبيض المتوسط، بالقرب من الساحل اللبناني.
ولم تعلق واشنطن صراحة على هجمات حزب الله على إسرائيل يوم الأحد، والتي أسفرت عن مقتل مدني عربي إسرائيلي وضابط في الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى جنديين آخرين على الأقل في حوادث سابقة منذ اندلاع الحرب.